رغداء بندق – عشرينات
أول ما حطيت رجلي في التراس (الفسحة إياها) لقيت رشا بتشاور لي من مكانها ..رحت لها وأنا بادندن "واثق الخطوة يمشي ملكا" للست أم كلثوم ألف رحمة ونور عليها ..و أول ما قربت ناحية الترابيزة، فوجئت بأن العريس هو نفس الشخص اللي أخد مكاني في الركنة، ومن زيادة ظرفه لما رشا ومصطفى بيعرفونا على بعض قال:
- مفيش داعي للتعريف.. سبق واتعرفنا.
( كان نفسي ساعتها أدلق كباية العصير عليه اللي سيادته كان بيشربها أثناء ما كنت أنا بلف حوالين النادي بادور على ركنة في عز الحر.. وبما إني مفروسة منه حبيت أحرجه قدام صاحبه)
- أصل الكابتن حشر عربيته مكان ما كنت أنا هركن (كنت متخيلة إني فعلا بحرجه ...لكن الظاهر أني قلت له نكتة).
- هاهاهاهاهاها أيوة ده حصل صحيح .. هاهاهاهاهاها أصل الدنيا فرص يا آنسة ما بتتعوضش ...شفتي أنت أتأخرت إزاي على ما جيتي!
( كنت عاوزة أقوله إن قلة ذوقه هي اللي أخرتني مش تضيعي للفرصة... وحبت رشا تلطف من الجو، فطلبت لي حاجة ساقعة، وأتكلمنا في موضوعات كتير .. عامة الجدع كان مثقف إلى حد ما لكن كان استعراضي بشكل يشل لدرجة إني فكرت أأقوله يقدم في فرقة الـ "راشن شو")
- لما كنت في إيطاليا دخلت برج بيزا وكان..... ولما كنت في الهند ركبت الفيل أما لندن فشعبها بارد صحيح لكن.. وأما باريس... ولما كنت في ماليزيا قابلت .....
(يااااااااااااااااااه ملهوش قفله ده!!! الله يسامحك يا رشا ده محدش فينا اتكلم بغير عبارات التأييد وهز الراس... هيسكت إمتى ده!! وأدن علينا المغرب فوجدتها فرصة أريح فيها وداني شوية فقلت أستأذن وآخد رشا عشان نصلي... وبالفعل أخدتها وإحنا في السكة).
- ها يا صابرين إيه رأيك ؟
- إنتي تخرسي خالص...إيه الراديو ده!!
- ليه يا بنتي! دي أول قاعدة بتبقى تعريف ببعض.
- أيوة يا ستي نتعرف ببعض..مش يعرف نفسه بس .. ده مش ناقص غير أنه يحكي لنا يومياته... ده لغاية دلوقتي ما يعرفش عني حاجة والنبي بعد ما نصلي ..حاولي تقصري يا رشا أنا صدعت.
- يا بنتي الواد كويس ...طب إدي لنفسك فرصة تانية.
- فرصة إيه بس؟ تعالي بس نلحق الصلاة.
(وصلينا ورجعنا للجماعة فسألت رشا خطيبها )
- صليت يا مصطفى؟
- لا قايم أهو...مش هتقوم معايا يا خالد؟
(طلع اسمه خالد... ما كنش عنده وقت يعرفني باسمه لكن مش ده الغريب..الأغرب انه قال لمصطفى) :
- روح أنت وأنا هاحصلك.
( وراح مصطفى وصلى ورجع والعشا أذنت وأخينا ماقمش من مكانه... واستعدينا نمشي وفي المواقف اللي زي دي ..كنت أتوقع أن العريس يقوم بدفع الحساب ولو من باب الذوق لكن المفاجأة لما قال) :
- لا يا جماعة ...إحنا نمشي نظام إنجليزي ( يقصد إن كل واحد يدفع حساب طلباته).
(طبعا مصطفى وخطيبته شكلهم كان وحش جداااا..وحاول مصطفى يداري الموقف...لكن البعيد صمم إنه يدفع ع الأقل لنفسه..لأنه تربية إنجلترا والحق ما يزعلش حد.. ده حسب ما قال.. وروحنا بيوتنا وحكيت للغالية اللي حصل فاتجرعت ألمها وقالت جملة واحدة:
- حسبي الله ونعم الوكيل.
الجملة فعلا عادية، لكن غير العادي هو حُرقتها وهي بتقول الجملة، وفعلا صعبت عليا أمي وصعبت عليا نفسي ما هو الإنسان طاقة برضه ... واتصلت بيا رشا تعتذر عن العريس والإحراج اللي سببه لنا كلنا..وكان مبررها أنه صاحب مصطفى من بعيد - مش صاحبة أوي يعني- وطبعا قبلت اعتذارها بصدر رحب وأنا حيلتي غيره !!!
(انتظروا الجزء التالي)