رغداء بندق – عشرينات –
دخلت النهاردة البيت ورميت نفسي على أقرب كرسي لي، وسألتني أمي الغالية:
- تتغدي ولا لما تصحي؟
- لالا، لما أصحى.
(هميت أقف لقيتها بتقول)
- صاحبة أختك جايبة عريس.
(قالتها وكأنها رمت في حجري قنبلة... لقيت نفسي برجع للكرسي بقوة الجاذبية وبصيت لها عشان تسترسل في الكلام.... ومن غير ما اطلب كملت لوحدها)
- بتقول انه دكتور متخرج جديد وعنده شقة في فيصل وبتقول انه مؤدب ومحترم..قلتي إيه؟
- بس هي دي البيانات اللي عندك؟
- ماهو لما نشوفه هانعرفها.
- يعني هيجي خلاص؟
- يعني مش شايفين انه يتعيب بصراحة!
- ياسلام...ماتعرفيش عنه غير انه دكتور وعنده شقة ... وشيفاه مايتعيبش!! اعرفي عنه معلومات أكتر يا حاجة.. سنه ، بيشتغل فين، ارتبط قبل كده ، مستواه ...وكده يعني.
- ماهو هانعرف كل ده يوم السبت لما ييجي إن شاء الله.
(وقع الخبر عليّ كالصااااعقة)
- السبت إيه؟ هو أنتم حددتم المعاد كمان!!
- مش أنا ، ده أبوكِ.
(قالتها بطريقة مضحكة جداا وكأنها بتنفي تهمة عنها)
- أنا مش عارفة لما انتم محددين المعاد ...إيه لزمتي انا في الموضوع!!
- انتِ عروستنا الغالية ... وانتي عارفة اننا بنعمل كده عشان مصلحتك
(خفت لتكمل القصيدة اياها: نفسي أفرح بيك قبل ما أموت...إلخ ، فقلت)
- ماتشيليش هم ...مش خسرانين حاجة.
(قمت من على كرسيّ بصعوبة وهي بتزفني بالدعوات والمباركات .. ونمت نوم عميق وبالليل صليت الاستخارة ..وجه السبت).
- انزلي هاتي لنا طبق حلويات وكم حتة باتيه وإذا لقيتي ساليزوه هاتي كيلو وماتنسيش الحاجة الساقعة.
- في إيه؟ هيّ حفلة؟!! وبعدين همّ صنفين كفاية ..عشان ما يطولش.
- انزلي بس وتعالي بسرعة.
( وطبعا قبل ما انزل كنت قد أعديت الطقوس إياها واللي بتتم عند كل زيارة عريس بدءا من التنضيف الشامل للبيت وانتهاءً بإعداد الكاسات والفناجين والأطباق وغيره ...ونزلت وجبت الطلبات وكان أول سؤال أتسئله بعد وصولي):
- هتلبسي إيه؟
- هلبس الجيبة الكحلي والبلوزة دي.
- كويس بس يعني ...( وسكتت شوية واتكلمت بإحراج) ياسلام يا صابرين لو حطيتي من قلم الروج ده..
(وطلعته من جيب جلابيتها... بصراحة أنا صعقت).
- في إيه يا ماما ؟ ما انتي عارفة أنا ما بحبش المكياج أصلا...وبعدين انا هطلع زي ما أنا.
- يا بنتي ... الحاجات دي بتحطها البنات إشمعنى انتي يعني.
- أهو مزاج بقى! وبعدين أنا ما بحبش الغش.
- أنتي حرة! (قالتها بغضب ممزوج بقرف)
وجاء العريس بعد الميعاد المحدد بساعة...