رغداء بندق
كنت غرقانة في سابع نومة بعد يوم مرهق في الشغل ...صحيت على صوت أمي العزيزة.
- انت لسة نايمة!!! الراجل قرب يجي.
- راجل مين؟
- راجل مين؟ العريس ياصابرين قومي بأه.
( رميت لحافي على جنب وأنا أتمتم بكلمات الامتعاض بصوت خافت خوفا من ان تسمعني أمي وانكد عليها في يوم زي دة)
- هتلبسي إيه؟
- العباية البيج بالايشارب بتاعها.
- عباية إيه !!! لا البسي التايير الفسدقي ...بلاش العباية بدل ما يفكرك معقدة وإرهابية!
- طيب بلاش.
- أبوكي جاب جاتوه وطبق حلويات شرقية... هنقدم معاهم الحاجة الساقعة والشاي بس؟؟؟
- بس إيه!!! ما تدخليه المطبخ معانا أحسن...هوه مش هيقعد ساعتين ويمشي؟ ولا ناوي يتعشى!!
- وماله يا بنتي ؟!
- ماله إيه؟!... استغفر الله العظيم ...هروح ألبس.
(بعد ساعة تقريبا رن جرس الباب وفتح له أبويا العزيز ووقفت من موقعي أترقب شكله شهقت شهقة كان قلبي هيقف فيها... إيه اللي لابسة ده)
قعد العريس مع أهلي يجي نص ساعة ودخلت وسلمت شفويا وقعدت وتفضل والدي بتقديم العريس
- ده مصطفى مغاوري مهندس في شركة .. وابن حلال وطيب بيواظب ع الصلاة معايا.
- أهلا وسهلا
(وطالت لحظة الصمت وسيادة العريس كما أبو الهول الرد على قد السؤال و كنت بتأمل لبسه كان لابس بنطلون كحلي وبلوفر مشجر بألوان زاهية والقميص كان كاروهات...طبعا الشكل العام للعريس كأن أقرب للوحة من الفن التشكيلي لفنان مبتدئ..)
وسأله والدي عن مرتبه فقال وكله فخر ونشوة:
- أنا يا عمي باخد 500 جنية بحالهم.
(بلعت ريقي من الدهشة لأني لما فكرت فيها لقيت أن لأهله نسبة من المرتب غير إيجار الشقة دة إذا كان معندهوش فما بالكم بمصاريف الحياة اليومية!!!) - وعندك شقة على كده؟
( سؤال طرحته أمي ...وكان بودي أحط ايدي على بؤها ....شقة اية يا غالية بيقولك بيقبض 500 يادوب تجيب له شقة بطيخ)
- بصراحة لأ مجبتش ، بس محوش مبلغ أدفع بيه مقدم لشقق الإيجار الجديد.
- مش مهم يا ابني ... احنا بنشتري راجل.
( راجل !!! وأنا عاوزة أشتري استقرار، قلت لما أسأل أنا بأة لان الوضع مقلق حتى الآن)
- بتقضي يومك إزاي؟
- والله انا من الساعة 8 لغاية 4 ...قولي كده بوصل البيت 5 يادوب أتغدى وأنام وأصحى أشرب كباية الشاي مع الحاجة .وأنزل أشربها تاني مع أصحابي ع القهوة.
(قهوة!!! هو بيتفضل في المرتب حاجة عشان تصرفه ع القهاوي!!!)
- على كده مفيش أي موهبة أو رياضة بتمارسها؟
- هاهاهاهاها لا طبعا معنديش وقت.
- طيب إيه طموحك في الحياة؟
(رد ببلاهة) :
- هه!! يعني القناعة كنز.... بصراحة وأنا راضي بحالي كده.
( حطيت لساني في بؤي وسكت وفتح أهلي كذا موضوع عام كشف عن مدى سطحية التفكير أقصد القشور الباقية من التفكير وعدت الساعتين تقال على قلبي....يا ربي واحد مرتبه يا دوب ع الأد . ومالوش طموح ولا حتى حلم وما يعرفش الدنيا ماشية إزاي وله نفس يخطب ويتجوز!!! وعجبي...قام العريس وروح)
الصدمة ماكنتش في العريس بصراحة... الصدمة كان في سؤال أهلي عن رأيي!!!
وكان الحوار ساخناُ و محتداً والحق يتقال كان واضح إنهم مش مقتنعين بالمرة بالعريس لكنهم في الأول والآخر أهل وبلتمس لهم العذر في إنهم نفسهم يفرحوا بيا... لكن الفرح بالعقل يا ناس).
( انتظر الجزء التالي)