لم اشعر يوما اني ارغب جنسا بقدر ما اشتاق لحبيب ..حاولت اقناع نفسي مرارا ان ما ابحث عنه غير موجود واني حالم كافلام الابيض والاسود القديمة ووصلت بي ان اتهم نفسي بالجنون والهبل احيانا ..وكان ما يعزز هذه النظرية انني كلما اوشك ان ادخل من باب جنة الحب يغلق في وجهي بقوة واسمع من ورائه ضحكات سخرية فاعود مهزوما .
افتش عن اخطاء قد اكون ارتكبتها وسببت لي الهزائم في غزوات حبي فاجد ان الهجوم والاندفاع السريع يجعل من امامي يخشى ان يحترق في اتون حبي ويظن ان سهام حبي مسمومة فيهرب كالماء من بين اصابعي ويتبخر ويختفي في اجرام السماء فلا يعود عندي سوى بريد الكتروني كنت قد اضفته الى عناويني او رسالة اتوهم فيها وخزنتها وقد يكون رقما هاتفيا احتفظ به حتى الان .
اجلس مع نفسي قليلا واتطلع على شاشة الحاسوب واتذكر كيف هذا العالم الافتراضي الذي سعدت به عندما اكتشفته وان مشاكلي حلت من خلاله فلا داعي بعد اليوم ان اكون علاقات صداقة تستمر طويلا لاعرف بعدها ان كان هذا الصديق مثليا محبا ام لا وفي معظمها كان لا ..فاعود بخفي حنين وابدا البحث من جديد .
اقول سررت كثيرا بهذا العالم الافتراضي وبدات البحث سريعا فهناك اناس مثليون كثر .. اه و اه ..واقترب حلمي ليتحول حقيقة .. وقابلت الكثيرين بفضل الانترنت الذي سهل الخطوة الاولى ..كطفل كان يحبي ووجد شيئا يستند اليه ليقف .. ولكني في كل لقاء كان يوجه لي الاخر صفعة .. كان يريد جنسا .
هل اتحول من رجل عاطفي الى جنسي واخزن ما في قلبي في اللاشعور وامارس هذه الغريزة ام انتظر لعله ياتي من زاوية الشاشة ويطل بابتسامة ويقول ( ها انذا يا حبيبي ) ..
كاد الصراع بين الغريزة والقلب يقتلني ولان السيء دائما ينتصر بالبداية فقد تحولت في فترة الى وحش يلتهم ما بطريقه ولكن في كل مرة كنت احس باني افقد شيئا داخليا ..كنت اتجاهله ..واستمر .
كرهت نفسي بعدها وعرفت اني اوشكت على فقدان ذاتي .. فاقفلت كل نوافذ مثليتي وعدت الى الشارع ابحث عن حبيبي بين الازقة والحواري وها انا اليوم شريدا هائما ادور عمن يعيد لي الامل في حب ضاع عبر شاشة ولم يعد لي معارك الا مع ذاتي .
ولكني رغم ما بي اشعر نفسي انسانا قويا ..لانهم الخطأ وانا الصواب ..فمهما بررت لهم مجونهم الا اني لا يمكن ان انحدر لهذا المستوى لانني اؤمن تماما ان الحب طريقنا للحياة الجميلة ..هذا الحب روت عنه الاساطير وكتبت فيه اشعار وروايات مجدته .فرغم ان هذا الحب على وشك الانقراض فاني سارعاه ليتوالد ويعود يتكاثر من جديد ليعرف الناس جماليته وروعته .