امم افريقيا 2008: ايسيان القلب النابض لغانا
من الجزائر عن الوكالات- يعتبر لاعب وسط تشلسي وصيف بطل الدوري الانكليزي لكرة القدم مايكل ايسيان واحدا من النجوم التي انجبتها الملاعب الغانية على مر السنين واستطاع ان يصنع لنفسه اسما في تشكيلة منتخب بلاده بفضل الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في الميادين الاوروبية.
ويشكل تواجد ايسيان ضمن التشكيلة الغانية مصدر اطمئنان لملايين جماهيرها كونها تعتبره القلب النابض لها واكبر دليل على دليل خروج غانا من الدور الاول للنسخة الخامسة والعشرين في مصر والتي غاب عنها ايسيان بسبب الاصابة التي تعرض لها اسابيع قليلة قبل انطلاق العرس القاري.
وساهم ايسيان بشكل كبير في انجازات المنتخب الغاني في العامين الاخيرين وتحديدا تأهله الى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى في تاريخها وبلوغها الدور ثمن النهائي قبل ان تخرج امام البرازيل صفر-3 علما بانه طرد في المباراة الاخيرة.
واذا كان ايسيان يحرص على تواجده بين زملائه في المباريات التي يخوضها المنتخب الغاني في مختلف المسابقات فان عودته الى العاصمة اكرا هذه المرة تختلف كليا عن المرات السابقة كونها تأتي بعد نحو 10 اعوام من رحيله عنها للبحث عن نفسه في القارة العجوز كما انه يحل بغانا بعدما بات احد افضل لاعبي وسط الملعب في العالم.
لفت ايسيان انظار كشافي اكبر الاندية العالمية عام 1999 عندما قاد منتخب بلاده الى احراز لقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في نيوزيلندا فتم التهافت على خدماته خصوصا من مانشستر يونايتد الانكليزي.
عانى ايسيان الامرين في مسيرته الكروية تكفلت والتده بتربيته و4 شقيقات له مارس كرة القدم حافي القدمين حتى سن الثانية عشرة بسبب الفقر المدقع الذي كانت تعيشه عائلته لكنه ومنذ اللقب العالمي للناشئين انقلبت حياته رأسا على عقب وان كان اختار الاحتراف في فريق باستيا الفرنسي المتواضع بناء على نصيحة وكيل اعماله فابيان بيفيتو.
لم يتأخر ايسيان الخجول خارج الملاعب في فرض نفسه في صفوف باستيا وخصوصا في مختلف مراكز خط الدفاع وهو استفاد كثيرا من اصابة مدافعي باستيا وقتها قبل ان ينقض على مركز لاعب وسط مدافع ويتألق فيه بشكل لافت من خلال الاحتفاظ بالكرة وتكسير الهجمات والدقة في التمرير بالاضافة الى هز الشباك في اكثر من مناسبة.
تهافتت اكبر الاندية الفرنسية على ايسيان خصوصا باريس سان جرمان وليون ومرسيليا وحصل فريق العاصمة باريس سان جرمان على موافقة باستيا للاستفادة من خدمات ايسيان بيد ان الاخير وخلافا لطباعه الخجولة رفض الالتحاق بباريس سان جرمان وفضل الانضمام الى ليون معتبرا بان الاخير قادر على تحقيق طموحاته.
وساهم ايسيان بشكل كبير في تتويج ليون بلقبي الدوري عامي 2004 و2005 وحصل هو شخصيا عام 2005 على لقب افضل لاعب في الدوري الفرنسي فتمرد مرة اخرى وكانت على ليون عندما هدده بعدم المشاركة في تدريباته اذا لم يسمح له بالانتقال الى تشلسي اللندني فكان له ما اراد في اكبر صفقة في تاريخ النادي الانكليزي وقتها.
ورغم الصعوبات التي لاقاها ايسيان في بداية مشواره مع النادي اللندني والانتقادات اللاذعة التي وجهت اليه من وسائل الاعلام المحلية بسبب تدخله الخشن بحق الالماني ديتمار هامان لاعب وسط ليفربول وقتها فان النجم الغاني تألق بسرعة البرق وبات عنصرا اساسيا في تشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي كان يشرف وقتها على الادارة الفنية لتشلسي وخصوصا العام الماضي عندما توج ايسيان افضل لاعب في تشكيلة الفريق اللندني ويبقى هدف التعادل الذي سجله في مرمى ارسنال عام 2006 هو الافضل في الدوري في ذلك الموسم.
ويحدو ايسيان طموح كبير في قيادة منتخب بلاده الى احراز اللقب القاري للمرة الخامسة في تاريخه والاولى منذ عام 1982 في ليبيا وهو يدرك جيدا بانه لو نجح في ذلك سيكسب حب الجماهير الغانية وسيتخطى بذلك عشقها للاسطورة عبيدي بيليه الذي صال وجال برفقة منتخب بلاده دون ان ينجح في منحه اي لقب قاري.
--------------------------------------------------------------------------------
الغاني مايكل ايسيان خلال مباراة ودية امام السنغال في 21 آب/اغسطس 2007