ثلاثة قتلى في انفجار استهدف سيارة تابعة للسفارة الاميركية

بيروت (ا ف ب) - قتل ثلاثة اشخاص على الاقل في انفجار استهدف سيارة تابعة للسفارة الاميركية عند المدخل الشمالي للعاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء تزامن مع جولة الرئيس الاميركي جورج بوش في المنطقة واتى عشية عودة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان لاستئناف محاولات حل الازمة السياسية.

واكدت مصادر امنية لوكالة فرانس برس ان الانفجار الذي وقع حوالى الساعة 16,30 بالتوقيت المحلي (14,20 تغ) على الطريق البحرية بين منطقتي الكرنتينا والدورة نجم وفق المعلومات الاولية عن عبوة زنتها نحو 15 كلغ تم تفجيرها لاسلكيا واسفر كذلك عن وقوع 26 جريحا في حصيلة جديدة من بينهم موظف لبناني في السفارة الاميركية.
واوضحت المصادر نفسها ان اثنين من القتلى كانا داخل سيارة مدنية تسير خلف سيارة السفارة الاميركية وان القتيل الثالث سوري الجنسية كان على متن دراجة نارية.
وفي واشنطن ذكرت وزارة الخارجية الاميركية ان الانفجار اوقع اربعة قتلى مدنيين ليس بينهم اي اميركي. وقال المتحدث باسمها شون ماكورماك ان سائق السيارة اللبناني "اصيب بجروح طفيفة" لافتا الى ان السفارة ستعيد النظر في التعليمات الامنية لضمان حماية موظفيها الاميركيين واللبنانيين في شكل صحيح.
ولاحقا اوضح ماكورماك ان اميركيا كان يمر في المكان اصيب بجروح جراء الانفجار بعدما اعلن في وقت سابق عدم اصابة اي اميركي.
واعلنت السفارة الاميركية في بيروت عن الغاء حفل تكريم السفير جيفري فيلتمان الذي كان مقررا مساء اليوم الثلاثاء لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان. واضافت ان "سيارة تابعة للسفارة كانت في مكان الانفجار الذي حصل في الكرنتينا حوالي الساعة 14,30".
وتابعت "كان في السيارة موظفان لبنانيان ساعة الانفجار احدهما اصيب بجروح طفيفة ولم يكن فيها اميركيون" مؤكدة "ان جميع الموظفين الاميركيين المعتمدين في السفارة في لبنان هم بصحة جيدة وفي امان".
واكدت السفارة ان "جرائم مثل هذه لن تضعف الشراكة الدولية التي تعمل على دعم وتعزيز استقلال لبنان وديموقراطيته".
واستنكر مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب نبيه بري احد قادة المعارضة والنائب سعد الحريري احد ابرز قادة الاكثرية وحزب الله اكبر اطراف المعارضة عملية التفجير.
وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان "كل محاولات الترهيب والتهديد والوعيد وافتعال المعارك الجانبية ضد الدولة (...) لن تنال من ارادتنا وعزيمتنا وتصميمنا على تغليب روح الوفاق".
وعلق الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة مسائية "اعبر عن استنكار حزب الله وادانته لاي تفجير يحصل على الارض اللبنانية بمعزل عن المستهدف في هذا التفجير".
وفي القاهرة اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه سيصل الى بيروت الاربعاء لاستكمال مشاوراته في محاولة للتوصل الى حل للازمة الرئاسية موضحا انه سيتوجه الخميس الى سوريا ثم يعود مجددا الى لبنان. واعتبر ان الانفجار الذي وقع في بيروت "دليل على خطورة الموقف في لبنان وعلى ما يمكن ان نستخلصه من رسائل".
من جهته اعرب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عن "ادانته وانزعاجه الشديد ازاء الانفجار الذي وقع في بيروت وما يحمله استهداف مصالح اجنبية عبر هذه العملية من رسائل".
ونقلت وسائل الاعلام المحلية مشاهد من موقع الانفجار الذي ادى الى اضرار مادية كبيرة. وقد ضرب الجيش طوقا امنيا حول موقع الانفجار الذي هرعت اليه سيارات الاطفاء والدفاع المدني. ونقلت شاشات التلفزة صورا تظهر عناصر امنية اميركية تحيط بسيارة رباعية الدفع تضرر جزؤها الامامي.
وكان مصدر قريب من بري اكد لوكالة فرانس برس ان رئيس المجلس "اتصل بالسفير الاميركي مستنكرا". واعتبرت حركة امل الشيعية التي يرئسها بري في بيان ان التفجير "يستهدف المساعي العربية" لحل الازمة.
كما اتصل النائب سعد الحريري احد ابرز قادة الاكثرية بفيلتمان مستنكرا. ولفت الحريري في بيان الى ان التفجير جاء عشية عودة عمرو موسى الى بيروت و"يتزامن مع الجهود العربية لانهاء ازمة رئاسة الجمهورية ومنع اللبنانيين من التلاقي وفتح صفحة جديدة". واضاف "انه يندرج في سياق المسلسل الاجرامي الذي يمنع لبنان من استعادة عافيته".
وفي الرياض عبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن "استيائها" ازاء ما وصفته بالهجوم "الارهابي" على سيارة تابعة للسفارة الاميركية في بيروت.
بدوره دان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "محاولات زعزعة الاستقرار" في لبنان منددا "بشدة" بالاعتداء.
كذلك قال مساعد وزير الخارجية البريطاني كيم هاولز في بيان "لا يمكن ان يكون هناك اي تبرير لهذه الهجمات الارهابية التي تهدف بوضوح الى زعزعة استقرار لبنان".
وفي نيويورك دان سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان موريس ريبير الثلاثاء بشدة التفجير "الجبان".
وفي السعودية ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء حادث استهداف سيارة تابعة للسفارة الاميركية في بيروت مؤكدا ان "هذا العمل الارهابي لن يثني احدا عن مساعدة لبنان".
وقال الوزير السعودي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في الرياض ان "هذا العمل الارهابي لن يثني عزم احد عن مساعدة لبنان".
وكان لبنان شهد عدة حوادث امنية عشية وصول موسى الاربعاء الماضي لبدء مساعيه. وابرز هذه الحوادث استهداف القوات الدولية العاملة في جنوب البلاد وتهديد زعيم حركة اصولية للجيش اللبناني وقائده العماد ميشال سليمان الذي كرسه الحل العربي مرشحا توافقيا بامتياز للرئاسة الاولى.
وانهى موسى جولته الاولى التي استمرت اربعة ايام بدون نتائج رغم ان المبادرة العربية حظيت باجماع الدول العربية وفي مقدمها سوريا.
وكانت اخر عملية تفجير شهدها لبنان قد ادت في 12 كانون الاول/ديسمبر الى اغتيال اللواء فرنسوا الحاج مدير العمليات في قيادة الجيش اللبناني. وشهد لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 سلسلة تفجيرات واغتيالات استهدفت شخصيات مناهضة لسوريا.
ويشهد لبنان منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر فراغا رئاسيا لم تفلح مبادرة فرنسية ومبادرات عربية حتى الان بانهائه.