قصة الآنسة الخجولة .. قصة تستحق القراءة
سلوى آنسة خجولة جداً مفرطة الحساسية تحمر وجنتاها كلما خاطبها غريب ..
كطفلة كانت ممتلئة القوام, سمراء , دميمة , وجهها منتفخ بعض الشئ... لم تكن أمها سوى إمرأة معقدة تفتقر إلى الحنان والعاطفة تعاملها بقسوة وغلظة وتجرحها دائما قائلة لها : ( أنت فاشلة وغبية )... لم تستطع هذه الأم أن تحمي أبنتها من عثرات الحياة فنشأت البنت منطوية محبطة, وعندما بلغت سن الصبا بدأت تهرب من الناس وتزداد حساسية وتخشى المرآة, إذ تظن أن شكلها القبيح سيجعلها موضع سخرية واستهزاء , تتهيب مشاركة الأهل والصديقات في المناسبات الإجتماعية السعيدة , وصلت في نهاية المطاف إلى حالة من الإكتئاب لدرجة أن فكرت في الإنتحار
نظرة سلوى السوداوية القاتمة فرضت حولها قشرة صلبة يتعذر عليها القفز منها نحو العالم الأرحب, تزوجت من رجل مسن ليتغاضى عن عيوبها الشكلية متخوفة من المستقبل خشية أن يصيبه الضجر فيستبدلها بزوجة اخرى أجمل, ازدادت مع السنين قلقا واحساسا بالحزن والأسى حتى آمنت أن الحياة لا تستحق المعيشة، لم تعرف كيف تحب نفسها وبالتالي لم تستطع أن تحب زوجها وتتصل بالآخرين لأنها قابعة في شرنقة النقص مسلوبة الثقة والإرادة.
هذه المرأة تغيرت وتحولت إلى شخصية جديده أكثر مرونة في الحياة وأشد فاعلية... أتدرون كيف حدث ذلك ؟؟!!
تعالوا نصغي إلى اعترافها : ( حينما سمعت احدى قريبات زوجي تتحدث عن الطريقة التي ربت فيها أولادها قائلة : حرصت على أن يكونوا دائماً أنفسهم ... هذه العبارة زلزلت كياني وغيرت مجرى حياتي إذ تساءلت وأنا في قمة الدهشة لم أفعل كل هذا بنفسي ؟؟!! إن لكل واحد منا شخصيته المتميزة ولونه الخاص وبصمته الفريدة.
بدأت أغير من طريقة لبسي وترتيب شكلي لأعرف كيف أبرز مواطن الجمال, وقمت بدراسة مواهبي وامكاناتي المدفونة في أعماقي فبدأت أتقرب لزوجي وأخلق أجواء السعااادة . ثم أقمت علاقات صداقة جديدة وجهتني للإشتراك في جمعيات خيرية ودورات في تدريب المهارات, نجحت بل تفوقت وأصبحت أعيش لهدفي وتجربتي ... هل تتصورون الآن أني شخصية قيادية أدير إحدى الجمعيات النسائية !!!
تغيرت نظرتي للحياة وللناس ولم أعد تلك الإنسانة الحزينة المحبطة فقد انطلقت أعيش أيامي وأنا أتقبل محاسني وعيوبي بصدر رحب ... قد تكون في جوانب يفتقرها الآخرون ..
أنا الآن مشحونة بالطاقات الكاملة وجدول أعمالي معبأ حتى لم يعد لي وقت أنظر فيها للمرآة لأسألها ما إذا كنت سمراء أم بيضاء.
إن ما يدعم تجربة ( سلوى ) مقالة ( أنجيلوباتري ) الذي كتب ثلاثة عشر كتاباً وآلاف المقالات الصحفية حول موضوع تدريب وتنشئة الطفل... إذ يقول : ( لا يوجد أحد في مثل تعاسة ذلك الشخص الذي تمنى أن يكون شخصاً آخر وشيئاً اخر غير نفسه وذاته )
إذا فالنتعظ من الآنسة الحساسة