شاعر المليون"... نجاح متوقع....

عــــــذب المــعانــــــــي

مرافئ


شاهدنا الحلقة الأولى من البرنامج الجماهيري والأكثر شهرة، شاعر المليون، وتمتعنا حقيقة بكل ما دار فيها، من حوارات وصولات أولى وجولات للشعراء•


وبهذا الحضور القوي يثبت البرنامج والقائمون عليه أنهم قادرون على المنافسة والبقاء على القمة، على الرغم من حالات الاستنساخ للبرنامج التي ظهرت هنا وهناك، التي فشل بعضها في تحقيق الحد الأدنى من النجاح الذي وصل إليه "شاعر المليون"•



ويكفي هذا البرنامج نجاحاً أنه استطاع استقطاب العناصر الضد، تلك التي سخَّرت أقلامها للنيل منه في نسخته الأولى، لتعود وتتراجع عن مواقفها بعد أن تأكد لها نجاح البرنامج•


ولا شك في أن وراء هذا النجاح، واستمرار روح التحدي، لدى الفريق العامل عليه، هو الدعم اللامحدود، الذي يحظى به البرنامج من قِبل راعي الثقافة والفكر في إمارة أبوظبي، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه• ويكفي البرنامج فخراً تشريف سموه الحلقة الأولى من الموسم الثاني للبرنامج، الأمر الذي يؤكد أهميته، وحضوره القوي بين البرامج الأُخرى، التي تفوق عليها بشكل لا ينكره أي مبصر وسامع ومتابع•



وعندما تحظى الثقافة بمثل هذه الرعاية، فإن العاملين في مضمارها يطمئنون إلى أنهم في أيدٍ أمينة، تعرف كيف تقدم لهم الدعم، وترعاهم خير رعاية بهدف تقديم النموذج المميز للمبدع الذي كُسرت همته في كثير من البقاع العربية،التي تخلى فيها أصحاب القرار عن المثقفين والمبدعين وتركوهم لرياح الزمن تعصف بهم وبهممهم•



لقد استطاعت الحلقة الأولى أن تلفت الانتباه إليها، بدءاً من الديكور الذي يجسد قصراً، وهو أبرز معلمين أثريين في الإمارات، وهو قصر الحصن• إذ يجسد مرحلة مهمة من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ارتبط الشعر بها فأرشفها ودوّنها، حيث قصر الحصن كان الشاهد على بواكير النهضة وبدء مرحلة العمل نحو المستقبل• وبذا نجح البرنامج في بلورة تمازج تاريخي وثقافي، جعل المشاهد في حالة من الانتشاء بهذا التميز الواضح في اختيارات الديكور والإضاءة، وطريقة الحركة المبتكرة على المسرح•



ثم إن التغيير الذي طال طاقم البرنامج، في ما يخص المذيعين كان موفقاً• وإن حدثت هنات في المرحلة الأولى فهي طبيعية جداً، ذلك أن كل الوجوه التي ظهرت هي جديدة على الشاشات والبث المباشر، الذي على الرغم من سهولته إلاّ أنه واقعياً وفي مواجهة الجمهور•





يبدو صعباً جداً، إلى أن يعتاده المرء باستمرار الحضور، وهذا ما نأمله في الحلقة الثانية، التي أراهن على أن حسين ودارين وهادي سيكونون أكثر حضوراً ولفتاً للانتباه، بعد أن تجاوزوا رهبة الظهور الأول•


إن النجاح الذي يحصده "شاعر المليون" هو نجاح لكل أبناء الإمارات• ذلك أنه يمثلهم ويعنيهم في الدرجة الأولى• ومن يقوم بجولة سريعة على شبكة الإنترنت، ويقرأ ويتابع ما يدور من حوارات، سواء أكانت مع أو ضد، يستشعر مدى نجاح البرنامج في استقطاب الجميع• وإن كان هناك من نقد فهو دليل نجاح وتميز، فالعمل الذي لا يثير التساؤلات مشكوك في نجاحه• لذا بقدر مازادت الحوارات حوله بقدر ما أثبت نجاحاً منقطع النظير•



لذا نقول لكل القائمين على البرنامج امضوا في طريقكم لا عليكم، أنتم النسخة الأولى التي حققت النجاح الكبير، ومعكم، وبكم، وبجهودكم ننتظر الحلقات المقبلة، ونتمنى ألا تحمل الأيام المقبلة إخفاقاً جديداً للتجربة النسوية في البرنامج•