الوسادة ... وما أدراك ما الوسادة ؟؟ هي أقرب الأشياء الى افكارنا وأكثرها معرفة بأسرارنا !!
من منا لم تشتكِ جروحه وهمومه الى وساداه ؟؟ أصلاً حتى لو لم نشتكِ فهي تسمعنا غصباً عنا ولو كانت الوسادة تتكلم وتعبّر عما يجول في خاطرنا لكانت انقلبت الدنيا مصائب وكوارث !!
الوسادة أكثر من شاركنا فرحتنا وهمنا وأجمل اللحظات وأتعسها بحياتنا !! فهل سالت على وسادتك في يوم من الايام دموع قهر ؟؟ دموع ندم ؟؟ دموع خوف ؟؟ دموع شوق وهيام ؟؟
دموع فراق ووداع ؟؟ لماذا الوسادة فيها سر عجيب ؟؟ وجاذبية للأفكار ؟؟ غريبة !!
لماذا عندما نضع رأسنا عليها تبدأ بنا مشوار طويل من الأفكار ؟؟ نرحل عن واقعنا قليلاً اما ذكريات حلوة او أحلام نتمنى تحقيقها !! مرة نفكر في أهم موقف ما ... مرة نفكر في لحظة ندم
جرحنا فيها انسان عزيز ... مرة نفكر في لحظة جرح صابنا من حبيب أو من صديق لنا في يوم من الأيام ... مرة نفكر في لحظة غرام تسحبنا في قطار الشوق للحبيب ... مرة نفكر في لحظة ندم ارتكبنا فيها معصية وقلبنا ما زال ينبض بالخوف من الرحمن ...
مرة نفكر بلحظة قهر واحساس يتبعه لذة الانتقام من شخص ما ... ومرة تفكر بمستقبلك وما يحمله لك من غموض ومفاجآت .... وكثيرة اللحظات حين نضع رأسنا على وسادتنا يصيب دماغنا غزو أفكار !!! أحبائي الكرام دعونا نعيش هذا الموضوع بالخيال ... تخيلوا معي لو كانت الوسادة تسحب أفكارك و تبوح بها للشخص الذي يضع رأسه عليها بعدك حتماً هنالك فضائح كثيرة أو على الأقل تسحب أفكارك وتبوح لوسادة الشخص الذي جنبك ...
تخيلوا زوجة اكتشفت ان زوجها سيتزوج عليها ... او صديق يكتشف ان صديقه يتكلم عنه بالسوء أمام باقي الشلة !! فعلاً ستحصل مشاكل كثيرة لو ان هذا الجماد ينطق فمن الأفضل ان لا يبوح احد باسراره ويا ريت الناس يسكتون مثله يمكن تقل المشاكل ويقل الكلام والنميمة ...
وترتاح الناس قليلاً !!
تخيلوا لو ان الوسادة تحس وتعرف افكارنا ويكون لها ردة فعل على الأفكار ماذا سيحصل ؟؟ أكيد ستلوّع كبدها من ناس وتتعب ... وأكيد ستحن وترحم ناس كثير بلّلوها بدموع قهرهم وآلامهم وشقاء دنياهم ... يمكن تحب وتتمسك بناس ... ويمكن تفتخر لوجودها مع ناس ... ويمكن تفتقد وتشتاق لناس ...
الوسادة لطالما سمعت أنين ناس أتعبهم المرض ... ياما تبللت بدموع أرامل ... مظلوميمن ... أطفال محرومين أو يتامى .. ولطالما ارتاحت من دموع التائبين والمتجهين لله !! أأقول الحمدلله
ان الوسادة لا تبوح باسرار ؟؟ ومن هنا أتمنى مشاركة وجدانية منكم ومحاولة الاجابة على تلك الأسئلة :
هل تخجل ان وسادتك تقرأ أفكارك ولماذا ؟؟ متى شكيت لوسادتك همومك وبللتها بالدمع ؟؟ متى وضعت رأسك عليها وأنت في قمة السعادة ؟؟ وكل واحد منكم يحمد ربه ان الوسادة لا تتكلم وفوق ذلك متحملة !!