بهدف للساحر أبو تريكة يعود المنتخب المصري بكأس إفريقيا إلى القاهرة للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه على أسود الكاميرون بهدف نظيف في المباراة التي جرت في استاد أوهيني ديجان بالعاصمة الغانية أكرا.
المنتخب المصري بدأ مباراته بهجوم مكثف بغية الاستفادة من الفارق المعنوي لصالحه بعد فوزه على أسود الكاميرون بأربعة أهداف لهدفين في إفتتاح المجموعة الثالثة.
لكن الدفاع الكاميروني ومن خلفة الحارس المتألق كاميني منعوا المصريين من إحراز أي هدف في هذا الشوط الذي أهدر فيه مهاجم نادي الأهلي عماد متعب الكثير من الفرص.
الهجمات الخطيرة بدأت في الدقيقة 20 عندما مرر أبو تريكة لزميله في النادي الأهلي كرة عرضية لعبها متعب بقوة لكن الحارس كاميني يخرجها لتعود لأبو تريكة الذي يسددها خارج المرمي.
وفي الدقيقة 38 ينجح كاميني في الإبقاء على التعادل السلبي بعد تصديه لإنفراد عماد متعب ليخرج الفريقين بتعادل سلبي في شوط النهائي الأول.
وفي الشوط الثاني يعود المصريون للضغط على الكاميرون ويظهر أهتزاز كبير في دفاع الأسود بعد تشتيتهم للكرة ليحصل المنتخب المصري على 4 ركنيات متتالية من الدقيقة 52 حتي الدقيقة 57 ليخرج بعدها عماد متعب ويفقد فرصة إحراز أي هدف في البطولة ويشارك نجم هامبورج محمد زيدان في الدقيقة 60 .
ومع نزول محمد زيدان يزداد الضغط المصري قوة وينجح زيزو الكرة العربية الجديد في إستخلاص الكرة من مدافع جالاطا سراي المخضرم سونج بعد سقوط الإثنين على الأرض ليلعبها لمحمد أبو تريكة القادم من الخلف ليحرز هدف التقدم للمصريين في الدقيقة 70 من عمر المباراة ليتقدم المنتخب المصري أخيراً بعد ساعة كاملة من الهجوم تخلله هجمات مرتدة غير خطرة لأسود الكاميرون المستأنسة .
بعد الهدف تظهر للأسود الكاميرونية أنياب وتبدأ في الهجوم على المنتخب المصري الذي لجأ للدفاع الضاغط وكان عصام الحضري، أحسن حارس مرمي في البطولة، حائلاً أمام الكاميرونيين ولم تنجح أي من هجماتهم في إنتزاع القلب من أقدام الفراعنة المصريين حتي أنهي الحكم المباراة لتفوز مصر بسادس بطولة إفريقية لتبتعد عن أقرب منافسيها الكاميرون وغانا ببطولتين.
كانت مراسم تسليم الكأس إفريقية جميلة حيث حمل شباب مفتولو العضلات فتاة غانية صغيرة تحمل كأس البطولة الذهبية على أكتافهم في مشهد هو أقرب للحدوث في كوماسي حيث قبائل الأشانتي منه للمستطيل الأخضر في أكرا.
وأرتقي أحمد حسن قائد الفريق المصري ليتسلم الكأس الغالية من عيسي حياتو الكاميروني رئيس الاتحاد الإفريقي الذي وقف بجانبه رئيس غانا ورئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر ،لينتهي العرس الكروي الإفريقي مثلما أنتهي منذ عامين باحتفاظ المنتخب المصري بالبطولة ليلعب في كأس القارات عام 2009 مع شقيقه العراقي في جنوب إفريقيا حيث ستلعب أول بطولة لكأس العالم في إفريقيا عام 2010. بعد المباراة تحدثت بي بي سي إلى حسني عبد ربه الذي حصل على لقب أحسن لاعب في البطولة، وقال إنه سعيد بالتأكيد بالمشاركة في هذه النسخة بعد أن حرمته الإصابة من اللعب في النسخة التي استضافتها مصر.
وقال أبو تريكة صاحب الهدف وساحر الكرة المصرية في عصرها الذهبي إنه كان على يقين بأن هذا الفريق سيحصل على اللقب لأنه تابع استعداد اللاعبين الذين وصفهم بأولاد مصر، وقال إنه كان على يقين من الفوز بدليل أن اللاعبين اصطحبوا معهم قمصان تحمل شعار أبطال أفريقيا.
أما حسن شحاتة فقد قال إنه يشكر لاعبيه على هذا الفوز، ويدين شحاته لهؤلاء اللاعبين بالحصول له على اللقب الثاني له على التوالي في إنجاز غير مسبوق.
وقبل المباراة أصدر الاتحاد الأفريقي قائمة بأفضل لاعبي البطولة ومن بينهم خمسة لاعبين مصريين، هم عصام الحضري حارس المرمى ووائل جمعة المدافع وحسني عبد ربه لاعب الوسط المتألق إلى جانب محمد أبو تريكة وعمرو زكي في خط الهجوم.
وتحدثت بي بي سي إلى زكي عقب عودته إلى الفندق مباشرة فقال إن هذا الفوز هو هدية متواضعة لإسم مصر الذي يستحق ما هو أكثر من ذلك، وعند سؤاله عما هو أكثر من ذلك قال زكي: "أتمنى أن تتأهل مصر إلى كأس العالم القادمة حتى يعطي هذا الجيل لمصر مكانتها التي تستحقها على خريطة الكرة العالمية".