هدد الامين العالم لحزب الله اللبناني، الشيخ حسن نصر الله بالدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل متهما الاجهزة الإسرائيلية باغتيال عماد مغنية أبرز القادة العسكريين للحزب في دمشق مساء الثلاثاء الماضي.
ووجه نصر الله كلمة عبر شاشة عملاقة إلى المشاركين في تشييع جنازة عماد مغنية، وبينهم وزير الخارجية الإيراني، منو شهر متكي.
وقال نصر الله في لهجة غاضبة " أيها الصهاينة، إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة، فليسمع العالم كله: لتكن هذه الحرب المفتوحه".
وأضاف أمين عام حزب الله إن الحرب لا تزال مستمرة ، فليكتب العالم كله وعلى مسؤوليتي " بدء سقوط دولة إسرائيل، إن دم عماد مغنية سيخرجهم من الوجود".
كما اتهم اسرائيل بقتل مغنية خارج الزمان والمكان الطبيعي للمعركة معها، قائلا إنها تجاوزت الحدود.
واختتم نصر الله بتوجيه كلمة إلى الأكثرية قائلا "اليوم ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكنا نود أن تجمع الشهادة بين الساحات، ولكن يشاء البعض ان يحولها إلى حفلة شتائم لتنتهي بيد مممدودة واليد الممدودة عندما نجد أنها صادقة ستنتهي بيد ممدودة ولن أرد على حفلة الشتائم هذه".
وقال نصر الله " وللاختصار أقول إن لبنان الذي قدمنا على أرضه أغلى الناس لدينا لن يكون إسرائيليا في يوم من الأيام ولن يكون أمريكيا ولن يقسم ولن يفدرل ومن يطلب الطلاق فليرحل من هذا البيت، ولبنان باق بلدا للوحدة والكرامة والشهامة والسيادة والعزة لذلك كان دائما يستحق الشهداء".
وقد شارك في الجنازة وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي وألقى كلمتين أمام المعزين إحداهما من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والثانية عن الدولة الإيرانية وهيئاتها.
ووجه متكي أصابع الاتهام في كلمته إلى اسرائيل بالوقوف وراء اغتيال مغنية، مشيدا بالدور الذي قام به الأخير في "المقاومة اللبنانية".
وقال متكي في كلمته إن "هذه الجريمة ستقصر من عمر المجرمين".
ويقول مايك سيرجنت مراسل بي بي سي في بيروت إن اغتيال مغنية في العاصمة السورية دمشق أضاف بعدا عاطفيا للغة الخطاب السياسي التي اتسمت بحدة أكبر خلال الأيام الأخيرة من قبل كل الأطراف في لبنان.
وعاد جثمان مغنية إلى لبنان حيث حضر عدد كبير الجنازة التي نظمها حزب الله في معقله بالضاحية الجنوبية في بيروت.
وأكد وزير الخارجية الايراني أن للبنانيين القدرة على مواجهة الفتنة، وأعرب عن تمنياته بالنصر للشعب اللبناني.
وقالت صحيفة السفير المرتبطة بحزب الله إن نصر الله قد عين على نحو عاجل خليفة لمغنية كمسؤول عن استخبارات الحزب.
حقائق عن عماد مغنية
ولد في لبنان عام 1962
اتهم باختطاف طائرة تي دابليو ايه عام 1985
متهم بالتورط في تفجيرات في بيونس ايرس في التسعينيات
من أكثر المطلوبين على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي
ورحبت الولايات المتحدة بقتل مغنية المتهم بالتورط في العديد من الهجمات بالقنابل واحتجاز الرهائن في لبنان في الثمانينيات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن العالم سيكون "مكانا أفضل" بدون مغنية الذي وصفه بأنه "قاتل وإرهابي".
واتهم حزب الله وإيران إسرائيل بقتل مغنية غير أن إسرائيل نفت ذلك.
كما نددت الحكومة السورية بما وصفته "العمل الارهابي الجبان"، وقالت إنها ستحقق في الحادث.
وكان مغنية ، وهو في الأربعينيات من العمر، يوصف بأنه المسؤول الاستخباراتي لحزب الله. وكان على رأس المطلوبين من جانب الأمريكيين إلى أن احتل أسامة بن لادن محله في أعقاب هجمات سبتمبر 2001.
ويقول محللون إن قتل مغنية يمثل ضربة قوية لحزب الله الذي حارب إسرائيل عام 2006 بمساعدة إيرانية وسورية.
يذكر أن حزب الله تأسس عام 1982 من جانب عدد من رجال الدين الشيعة عقب الغزو الاسرائيلي للبنان وبرز خلال السنوات الأخيرة كقوة سياسية وعسكرية رئيسية في لبنان بعد نجاحه العسكري ضد إسرائيل.
ذكرى الحريري
وكان وسط بيروت قد شهد مسيرة لقوى وزعماء الأكثرية احياء للذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
ووجه زعماء الاكثرية خلال كلماتهم في المسيرة اتهامات للمعارضة بتعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان وإصابة البلاد بالشلل.
ووجه وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي اللبناني وأحد رموز الأكثرية انتقادات شديدة إلى سورية وقوى المعارضة المقربة منها متهما أياها بالسعي لإدخال لبنان "في الظلام السوري والإيراني".
وقال جنبلاط إن الهدف هو إلحاق لبنان بريف دمشق.
أما الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل فقد اتهم المعارضة بتعطيل المؤسسات وشل الاقتصاد، وقال أمام المحتشدين مخاطبا المعارضة "خربتم بيوت العالم".
وأضاف الجميل "نريد حكومة في لبنان تحكم باسم لبنان ومن أجل لبنان".
أما سمير جعجع زعيم القوى اللبنانية فقد استهل كلمته بالقول "لا تخافوهم بالرغم من فجورهم وإجرامهم، فإن كان للباطل جولة فسيكون للحق ألف جولة وجولة".
وقال جعجع إن "المحكمة (الدولية) أتت".
ووجه كلامه للمعارضة قائلا "لا لفوضاكم ، لا لتخريبكم، لن نقبل بإعطائكم إمكانية تعطيل الحكومة لتعطلوها كما عطلتم المجلس النيابي والوسط التجاري".
وأكد سعد الحريري رئيس تيار المستقبل انه سيتم انتخاب رئيس جديد للبنان ولا قيمة لعقد قمة عربية بدون رئيس لبناني.
وقال الحريري "إن أعداء لبنان ما زالوا يحاولون اغتيال لبناننا، تارة من إسرائيلي وتارة من المنتج الاسرائيلي الذي يسمي نفسه نظاما في دمشق والذي يضمن لاسرائيل الهدوء ويمنع الشعب السوري من تحرير الجولان".
واضاف قائلا "إن هذا المنتج الاسرائيلي يريد جر المقاومة إلى حرب أهلية والقضاء على النموذج اللبناني الذي تركه رفيق الحريري ولكنهم سيفشلون".
وقال الحريري "إننا هنا لنقول إنهم لن ينالوا من لبناننا وسنبقى صامدين ومصممين على إحقاق الحق في المحكمة الدولية".
"سورية تسعى لالحاق لبنان بريف دمشق"
وليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي اللبناني
وأردف قائلا "سنبقى معكم مصممون على انتخاب العماد ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية لفتح مرحلة جديدة من التوافق والحوار والتعاون لمصلحة الوطن والمواطن ونحن هنا لنبقى ونريد أن نقول لشركائنا في الوطن أن اليد ممدودة وستبقى ممدودة".
وأكد استمرار مسيرة الحريري "مسيرة الاعمار ورفع مستوى الشعب ومسيرة لبنان العربي منارة للعرب وعاصمتهم المالية والسياحية هذا هو هدفنا هدف رفيق الحريري".
وقد تدفق الآلاف على شوارع العاصمة اللبنانية بيروت لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وشهدت المناسبتان إجراءات أمنية مشددة خشية وقوع اشتباكات بين الجانبين حيث تم نشر نحو 8 آلاف من قوات الجيش والشرطة تحسبا لذلك.
ويقول المراسلون إن هذه الأحداث تأتي في وقت يسوده التوتر مع عدم وجود رئيس للدولة أو انعقاد للبرلمان.
ومنذ اغتيال الحريري قبل 3 سنوات ولبنان يعيش أزمة وقد شهد عددا من أسوأ حوادث العنف.
فقد أدى اغتيال الحريري إلى ضغوط داخلية ودولية كبيرة أجبرت سورية على الانسحاب من لبنان بعد وجود استمر 29 عاما.
واحتشد الآلاف في ساحة الشهداء في بيروت حيث دفن الحريري رغم الأمطار الغزيرة وهم يحملون الأعلام وصور الحريري وغيرهم من السياسيين المناوئين لسورية الذين قتلوا في السنوات الأخيرة.
وقالت إحدى اللافتات المرفوعة "افتحوا برلماننا، حرروا حكومتنا، انتخبوا رئيسا الآن".
ويتهم أنصار الحريري سورية بالمسؤولية عن اغتياله وقد حثت الحكومة أنصارها على التدفق على ميدان الشهداء لاحياء ذكرى الحريري، وقد كتب على إحدى اللافتا "تعالوا حتى لا يعودوا".
وفي تعبير رمزي عن وحدة لبنان دقت أجراس الكنائس لتمتزج مع صوت المؤذنين.
wb