رغداء بندق – عشرينات
( بصراحة قبل ما تحكي أروى طلباتها .. كانت نفسي حمضت من البنات.. إيه الطلبات الغريبة دي! يعني سمية اللي عاوزة دكتور دي ماهو والدها تاجر أمي أصلا بتتشرط على إيه!! واللي عاوزاه متدين وبس ماهو اتقدم لها واحد قبل كده وهي نفسها حكت لي عنه ورفضته لإنه لسه قدامه كتير على ما يقف على رجليه)...
فعلا سهل علينا جدا نقول شعارات لكن من الصعب تنفيذها... وبصراحة دعيت إن ربنا يمسك عليا لساني عشان ما أخبطش في واحدة منهم...المهم إن أروى بدأت كلامها وهي بتشاور بإيدها وكأنها بترسم لوحة فنية ، وهندمت نفسها وكأنها في استديو تصوير واتنكت قوي في قعدتها وبصت للسما وقالت)
- نفسي في واحد زي.. زي "محمد بن راشد آل مكتوم" * متدين وشاعر وفارس ونبيل ووسيم وعربي صميم... أقصد انه أن فيه كل مميزات الرجل الحُلُم ( والرجل الحُلُم دي – بضم الحاء- من لزمات أروى لإنها بتكلمنا كتير بالفصحى وفقا لتخصصها... وبدأت التعليقات الساخرة منهم والساخطة مني - فيما بعد- على أروى تنزل عليها زي المطر)
- دي راسمة على طمع...وربنا الدش بوظ أخلاقها.
- بتحلم دي ولا اية.... اصحي.
- البت دي هتنقطي بهدوئها...وأنت إيه أصلا عشان يجيلك واحد زي مكتوب ده!!
- مكتوم يا جاهلة....فعلا العلام حلو ياولاد.
(لالالالالالالالالا لحد كده وكفاية ... وماقدرتش امسك لساني أكتر من كده)
- إيه اللي بتقولوه ده الحلم إن مكانش ممكن تحقيقه يبقى مفيش داعي له أصلا... وبعدين – سامحيني يا أروى- واحد زي مكتوم ده يجيلك ليه! وإزاي؟ مش لما نحلم نبقى واقعين في أحلامنا!!!...
وأنت يا سوسو مين قال إن الدكتور ولا رجل الأعمال ممكن يحقق لك حياة سعيدة... وصحيح الدين أساس الاختيار يا شيماء لكن لابد من تكافؤ يعني الارتباط بيبقى زي كفتي الميزان لابد من التوازن عشان ماتطبش كفة على التانية وإلا الجواز هيفشل.
( خلصت كلامي من هنا .... وبصيت بنظرة سريعة على وش كل واحدة فيهم وكأن على رؤسهم الطير...البنات متنحين بالفعل ... ماعدا عبير واللي كان الدور عليها ولسه مااتكلمتش أول ماجت عيني في عينها قالت)..
- أنا ماتكلمتش خالص ...وبعدين أنا مخطوبة أصلا ...فماتجيش ناحيتي.
( من كلام عبير ولهجتها الحادة الطريفة، بدأنا في هيستيرية ضحك وبالطبع لأني خبطت في الكلام فاعتذرت بكل عزة وشموخ و قالت لي واحدة منهم)
- لما أنت واقعية وعاقلة كده .... ما تقولي على طلباتك ولا أنت قلتي البقين دول عشان تهربي من السؤال ولا إيه؟؟
- أبدا والله ...أنا ماليش لا أحلام ولا طلبات ...وأحطها ليه أصلا وأنا عارفة أن بيها ولا من غيرها مش هتجوز غير اللي كاتبه ليا ربنا ده إذا كان كاتب لي جواز أصلا.
- يا سلام يا رزينة يا متدينة أنت!!
- فعلا والله .... الشرط الوحيد ليا هو أني أكون مرتاحة ومقتنعة، غير كده أمور متفاوتة من السهل نعديها ونتجاوزها بالعقل والواقع.
( وكملنا قعدتنا عن الشغل ومشاكله، وعن أطرف المواقف اللي بناقبلها في حياتنا اليومية، وعن أمهاتنا وإلحاحهم علينا نشوف ده وندي فرصة تانية لده ... اكتشفنا إن كل أمهاتنا زي بعض وده لإنهم عاوزين يفرحوا بينا ويشوفوا عيالنا)...
وروحت البيت وأنا حاسة بضغطي المرتفع.... لإن كان في كلمة مزنوقة في بقي ماقلتهاش للبنات وكان نفسي أقولها لهم لكن خفت على مشاعرهم ومفيش داعي أحرجهم أكتر من كده خاصة وإني ماقصرتش معاهم... كان نفسي أقولهم قبل ما واحدة مننا - أوحتى واحد منهم- قبل ما يبدأ بسرد أحلامه وطلباته لازم يصارح نفسه بعيوبه بمعنى أدق... لازم نقف قدام مراية صافية ونقية - وكلها حُنية- نشوف فيها عيوبنا فنعرف قدرنا وعلى أساسها نحط طلباتنا..... وعجبي)
(انتظروا الجزء التالي)