رغداء بندق – عشرينات –
أسئلة كتيرة اتسألتها بعد ما كتبت المذكرات ...( وأحب أنتهز الفرصة وأقول إن المذكرات بالطبع مش مذكرات شخصية بحتة، بل هي تجارب صديقاتي، وبها شيء من الصحة.. مع شيء من الخيال والسخرية)..وكان من الأسئلة :
• أنت بتكتبي مذكراتك بجد؟
• فعلا تقدم لك عريس بالشكل ده؟
• لما الـ 400 ولا الـ500 جنيه مش عاجبينك (انظر الجزء الثاني) طمعانة في إيه؟
• لما أنت بتتأمري، وتتشرطي كده ..ابقي ورينا هتتجوزي مين؟
كل الأسئلة اللي فاتت وغيرها كتير أثارت بداخلي سؤال عمري ما تجرأت وطرحته على صديقة أو حتى زميلة...والسؤال هو: إيه مواصفات شريك حياتك؟ وكان عدم تفكيري في طرح السؤال هو احترام خصوصيات الغير، وإن الأمر لا يعنيني بشيء.
المهم إني قررت فعلا أسأل ... وفي أقرب جلسة مع صديقاتي- واللي كانت في منزل إحداهن- وأثناء علو ضحكاتنا سألت:
- إيه رأيكم نتعرف على بعض أكتر .. يعني (وقلتها وكلي خجل) إيه مواصفات فتى أحلامكم؟؟
(فجأة سكتت الضحكات وعلت الوجوه دهشة غريبة وتجهمت وجوه..ووجوه أخرى كساها الاصفرار، وتوقفت حركات من كان يتحرك، ووقفت اللقمة في حلق من كان يأكل.. كل ده عشان سؤال!! وكأني وقفت الجلسة بـ pause )
- خلاص يا جماعة حقكم عليا...ما كنش سؤال.
(و أخيرا نطقت واحدة منهن)
- أنت لسه مفكراه فتى؟؟ يا بنتي ده زمانه دخل في الشيخوخة.
(وصوت تاني)
- يااااااااااااااااااااه يدينا ويديكي طولة العمر...بتألبي علينا المواجع ليه بس يا صابرين!! (وأخيرا انكسر حاجز الصمت وبدأت كل واحدة فينا تعلق بشكل ساخر حتى إن عيونا دمعت من الضحك ...وقلت)
- لا بجد يا جماعة يعني لما نعرف كل واحدة نفسها في عريس شكله إيه ...أكيد هانتعرف على أحلامها و شخصيتها بشكل أقرب.
- والله فكرة ...وأدينا بنتسلى.
(كانت دي سمية.. صحفية طموحة،عمرها 24 سنة، أصغر بنوتة في الجلسة.. مستريحة بالأوي .... مادياً طبعا)..
- طب نبدأ بيك يا سوسو.
(تبدا سوسو بكل خفة ودلع ...وتتنحنح وكأنها ستلقي خطبة عصماء فتقول)
- ماشي... بصوا بصراحة كده أنا نفسي في شاب طويل رجل أعمال.. دكتور.. مهندس حاجة زي كده ، ما عنديش مشكلة إذا كنت هاقعد في البيت أو أشتغل؛ لأني مؤمنة بأن تكوين الأسرة أهم، ياسلااااام لو كان أبيض وشعره أسود يااااااااااااااي .. يجنن.. بذمتكم مش كده؟
( بصراحة لأول مرة أتعرف عليها بالشكل ده رغم إني اعرفها من حوالي سنة ، لكن قطع تفكيري سؤال واحدة مننا لسوسو)
- بس كده؟؟
- بالتأكيد لازم يكون بيصلي ومتدين.
(ردت شيماء ودي بنوته عندها 27 سنة كانت أكبر مني بدفعتين في الكلية، عاقلة، متدينة، عاشت في الكويت فترة)
- إنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري؟
(كانت ملامح شيماء غريبة بدأت بامتعاض فتجهم فتكشيرة لا ملامح لها)
- وإيه الهزار في كده ...أنا بحب الاستايل ده حاجة كده شبة...."أحمد الشريف".
(حبيت أصحح لها المعلومة )
- اسمه عمر الشريف.
( ابتسمت وردت عليا رد أظهر مدى جهلي بالساحة الفنية)
- عمر مين ياستي أنا أقصد أحمد الشريف بتاع ستار أكاديمي.
- والله.... ده التونسي اللي كان مع محمد عطية!!
- اسم الله عليك...شفتوه أمور إزاي!
(ردت شيماء بسخرية)
- لا يا حلوة ... شفناكي أنت.
( وبالطيع كانت تقصد إننا شفنا سمية الجديدة علينا بسنها وأحلامها وطلباتها، بصراحة كنت سعيدة من أن سؤالي نجح في إنه يعرفنا على بعض بالفعل.. وعشان السهرة تحلى سألت)
- وأنت يا شيماء عاوزة إيه؟
( ردت شيماء بحياءها المعهود وبراءتها الجميلة وبدأت كلامها بـ )
- كل اللي في ذهني أن ربنا يرزقني بمن يتقي الله فيا وما يهمنيش بيشتغل إيه..ولا يهمني مستواه المادي ولا شبه عمر الشريف..ولا حتى إسماعيل يس .. لأني مؤمنة إن اللي يراعي حق ربنا أكيد هيراعي حقي.
(قاطعتها إحدانا بسخرية)
- عظمة على عظمة يا ست.... هييييييييييييييييييييييييييي.
- باتكلم جد والله ونفسي نرتقي مع بعض دينيا ودنيويا ...أنا على استعداد أقبل لو هوه أقل من مستوايا (اجتماعيا وماديا طبعا ) بس بشرط إني ألمس فيه الطموح والعزيمة اللي بيها نذلل أي عقبه قدامنا.
(ردت سمية)
- والله حلو .. .بس أنا معنديش استعداد آخد واحد لسه هايبني نفسه...اللي مامعهوش مايلزموش.
(وسألت شيماء أروى ودي أهدى و أرق بنوته في الجلسة)
- وأنت يا أروأ؟؟؟ (تقصد يا أروق )
(انتظر الجزء التالي)